الصيف على الأبواب! يستعدّ معظمكم للرحيل إلى شتى بقاع الأرض هرباً من حرارة شمس لا ترحم! تتزاحمون في المطار بحقائب نصفها فارغة، وتتمايلون طرباً إذْ تلجون الطائرة! كلاّ أيها السيدات والسادة، ما أنتم بسيّاح!
السائح الحقيقي يحمل أوّلا خريطة في يده، يقرأ مسبقاً عن المدينة التي يذهب إليها والأماكن التي ينبغي زيارتها· السائح الحقيقي لا يتوانى في الوقوف في طابور طويل لساعات كاملة أمام متحف، أو معبد، أو كاتدرائية، أو قلعة، لأنه يعرف مسبقاً أن المكان التاريخي الذي يقف أمامه خليقٌ أنْ يُزار· السائح الحقيقي لا يستنكف من الجلوس على الأرض، أو من ركوب الباص، أو من هبوط المترو! السائح الحقيقي في فضول دائم، متحفّز لكل ما هو جديد أو غريب! أحد السيّاح الأصليين تساءل مرّة: "عندما نعود من رحلة سياحية مثمرة نتساءل إن كانت الأرض قد صغر حجمها أم نحن الذين كبرنا؟!"
أين أغلبكم من هذا كلّه؟ في كل مدينة سياحية لكم شارع باسمكم! تتوافدون على الأماكن نفسها، وتشاهدون الأشخاص أنفسهم، وتأكلون الطعام نفسه! حتى حماقاتكم المحلية لا تنسون أن تأخذوها معكم إلى هناك؛ فهذا سرب من الشبّان يحوم حول جمع من الفتيات، وهذه سيدة تزداد انتفاخاً مع كل بضاعة تضاف إلى سلّتها!، وهذه عائلة تطلب سيّارة أجرة للذهاب إلى الفندق الذي يبعد عشر دقائق مشياً على الأقدام! كلاّ··· ما أنتم بسيّاح!
ليتكم، على الأقل، تتعلمون من تلك الشعوب التي تزورون معنى التسامح، ومعنى الحريّة، ومعنى "حقوق الإنسان"!!
الاثنين، 6 يوليو 2009
ما أنتم بسُياح!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
الطليعة 19 مايو 2004
إرسال تعليق