يحدث أحياناً أن يشعر المرء بنشوة من الفرح تملأ قلبه، لكنه مهما حاول فلن يستطيع أن يجد سبباً لمثل هذا النوع من السعادة. هذا بالضبط ما شعرت به بينما كنت أسير فوق «الجسر الروماني» لمدينة سلمنكا الإسبانية. هناك في الأفق، انتهت الأرض من التهام حصتها اليومية من الفاكهة، برتقالة واحدة كل يوم، فأخذ الظلام يتسلل شيئاً فشيئاً ويداعب أضواء المدينة الذهبية! الكاتدرائية العملاقة هوت على صفحة نهر «التورمس»، وراحت تراقص برشاقة أمواجه المتكاسلة! هممت أن أرفع رأسي إلى السماء باحثاً عن القمر، فوجدته مختبئاً على يمين الجسر، يتمايل طرباً في حضن النهر! لكم كان قلبي يتّسع للبشرية جمعاء في تلك الليلة من ليالي ديسمبر الباردة! وددت لو علم المارّة من حولي بسعادتي تلك، وددت لو علموا بعظمة الودّ الذي أحمله لكل واحد منهم، تمنيت لو تغاضوا قليلاً عن أخلاق المدينة العصرية، تمنيت لو تخلوا عن فكرة الخوف من الغرباء! ما أصعب أن يكتم الإنسان سعادته!
بعد وصولي إلى الضفة الأخرى من النهر، توجهتُ إلى منزل صديقي «خالد»، أردت وداعه قبل رحيله إلى الكويت في عطلة رأس السنة. لم يكن قد تبقّى على موعد الحافلة التي ستقلّه إلى مدريد سوى نصف ساعة، فأسرعت إلى بيته ولم أكن أعلم أن مفاجأة هناك في انتظاري! أخبرني خالد عن وجود إضراب في محطة الحافلات، فاقترحت عليه أن يركب القطار، لكنه أجابني ممتعضا «القطار الأخير رحل قبل ساعة، وموعد إقلاع الطائرة قبل شروق الشمس، وهذا يعني أنّ عليّ الوصول إلى مدريد هذه الليلة، ولكن الله لم يرزقني بأصدقاء «أوادم» يملكون سيارة، فأقصى ما لديهم مجرّد درّاجة هوائية»!
أعترف بأني لم أحزن لما حلّ بصديقي خالد، فما زالت تلك السعادة المبهمة تحيط بي من كل جانب، كما أني كنت متفائلاً جداً بقدرتي على مساعدته. اقترحت من جديد أن يستقلّ سيارة أجرة، لكنه رفض اقتراحي لسبب وجيه، فثمن سيارة الأجرة إلى مدريد يعادل شراء تذكرة أخرى إلى الكويت! قلت له بنبرة صارمة «ستذهب إلى الكويت مهما كلّف الأمر، لا تقلق، سوف أتدبّر الأمر!» ثم خرجت من عنده ولم أكن أعرف على وجه التحديد كيف سيكون باستطاعتي مساعدته، لكني مع ذلك كنت متفائلاً جداً، وأكثر من ذلك...كنت سعيداً ! السعادة قوة حيوية تدفعك دائماً إلى الأمام!
انعطفت يمينا باتجاه شارع «سيرانوس» حيث أسكن. كنت قد استأجرت غرفتين في بناية تقع في نهاية الشارع، وهي بناية مهترئة ومائلة إلى الإمام بشكل ملحوظ، أشبه بوقفة لاعب «جمباز» بعد ارتطامه بالأرض. تلك البناية القديمة كانت سبباً لاتهام بعضهم لي بالبخل! ربما كانوا على حق، لكني لست بخيلاً بالضرورة في أمور تتعلق بالمال، ولست أدري لماذا ترتبط صفة البخل بالمال على الدوام! قبل أن أصل إلى السلم الحلزوني للبناية، سمعت صوتا نسائياً يقول «لو سمحت؟». أظنها في عقدها الخامس، وإلى جانبها وقف صبي لم يتجاوز العاشرة على الأرجح. سألتني المرأة بلكنة «مدريلينيا» (نسبة إلى أهل مدريد) «لسنا من أهل المدينة، ولا نعرف كيف الوصول إلى سيارتنا، وكل ما نعرفه أنها مركونة في حي يدعى «الحي الصيني»، فهل تستطيع أن ترشدنا إلى مكان هذا الحي؟» لم يكن الحي الصيني يبعد عن منزلي سوى بضع دقائق، فقمت باصطحابها مع طفلها إلى هناك.
لا تميل الشخصية الإسبانية إلى الصمت، فهي شخصية مبادرة دائماً إلى الحديث «من أين...؟» أجبتها بأني طالب من الكويت، فالتفتت إلى ابنها وهتفت بنبرة مرحة «هل تعرف أين تقع الكويت يا كارلوس؟». اعتاد الأطفال الثرثرة من دون أن نعيرهم أي نوع من الانتباه، لكنهم ما إنْ يقفوا على عتبة المراهقة حتى تراهم وقد كفّوا عن الرغبة في الحديث إلينا، وكأنهم بذلك ينتقمون لأنفسهم منّا ومن غرورنا نحن معشر الكبار! ردّت السيدة على صمت كارلوس بابتسامة جميلة تخلو من العتب، ثم التفتت إليّ قائلة «آمل ألا نتأخر كثيراً في العودة إلى البيت»، وعندما سألتها عن وجهتهما، أخبرتني أنهما في طريقهما إلى مدريد! لم أصدّق أذنيّ... مدريد؟ قلّبت الفكرة في رأسي على عجل، وخشيت أن ينقلب ما قمت به من عمل تطوّعي إلى صفقة مقايضة! لكن... خالد لم يصل بعد إلى سن العشرين، فهو في مقام ابنها، ولا ينبغي لها أن تخشى اصطحابه معها إلى مدريد، ثم إن خالداً في أمس الحاجة إلى اللحاق بطائرة الصباح! تذكرت الجسر والنهر، والشمس والقمر، تذكرت جموع البشر تدخل إلى قلبي وتجد لها مكاناً فيه! أيعقل أن يتسلل إلى قلب هذه السيدة الشك في طلبي؟ يا إلهي، ليتها تعلم مقدار الودّ الذي أحمله لها، ولهذا الصبي الذي يسير أمامنا غير مكترث بنا، ولتلك المرأة العجوز التي تطل الآن من الشرفة، ولذلك الشاب الذي يقود سيارته بسرعة جنونية! قد نكون عصريين إلى أبعد مدى، لكن... أيعني ذلك أن نجعل الشك في بعضنا بعضا يسحق ما تبقّى فينا من طهارة؟!
شرعت أشرح لها ما حدث لصديقي خالد، كنت أتحدث إليها بنبرة توشك أن تكون رجاء! ثم ختمت كلماتي بعدما تملّكني الخجل قائلا: «فهل تكرمت يا سيدتي بالسماح له أن يذهب معكما؟!». أجابت بهدوء: «وأين هو صديقك الآن؟». قالت ذلك بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة مشرقة، ولولا الحياء لقمت بتقبيل جبينها في تلك اللحظة! فَتَحَت باب السيارة، ثم استدارت لتقول لي بنبرة مرحة: «عجّل بإحضار صديقك، سوف ننتظركما هنا». أجبتها بأن بيت صديقي غير بعيد من هنا، ووعدتها بأني لن أتأخر في إحضاره. قلت هذه الجملة الأخيرة في نفس الوقت الذي كنت أشاهد فيه قِطاً ينقضّ على شيء ما هناك وراء القمامة! اندفعت أسابق الريح إلى بيت خالد، لكن، وآخ من لكن هذه، لكنّ إحساسا مُتشككا دفعني إلى أن أنظر ورائي! شاهدتها تهرب مسرعة بسيارتها، مخلفة وراءها دخاناً أسودَ! لم أصدّق عينيْ، أو إذا أردنا الدقة، لم تكن لدي الرغبة في أن أصدّق، فأكملت طريقي لإحضار صديقي خالد على وجه السرعة! كانت ثقيلة بلا شك تلك الحقيبة، وعلى الرغم من ذلك لم أشعر بثقلها بينما كنت أركض على طول الشارع. بدا لي ثقل الحقيبة أشبه بألم الضربات الموجعة الذي لا يبدأ إلا عند انتهاء العراك! كان خالد يصيح ورائي بأعلى صوته «توقف، إلى أين تقودني يا أحمق؟!». كان المسكين يجري ورائي حائراً، فأنا إلى تلك اللحظة لم أتحدث إليه بكلمة واحدة، وكل ما فعلت هو أني خطفت الحقيبة منه ورحت أركض بها كالمجنون! توقفت عن الجري ولم تزل دقات قلبي في قصورها الذاتي، ثم التفت ببرود مخيف إلى حيث مكان السيارة التي لم تعد موجودة! وضعت الحقيبة بهدوء على رصيف الشارع، ثم سرت بخطوات منهكة إلى حيث النهر من جديد، بينما وقف خالد يتابع خطواتي المبتعدة بذهول يثير الشفقة!
مضى أكثر من عشرين عاما على تلك الحادثة، لكن مشهد تلك السيارة الهاربة لا يزال محفوراً في ذاكرتي! في تلك الليلة، غَفَرتُ لتلك السيدة خوفها وهروبها، ولكني لا أستطيع، رغم مرور كل هذه السنين، أن أغفر لنفسي تلك الاستدارة الخبيثة إلى الوارء، لن أستطيع مهما حاولت أن أغفر لنفسي هذا الشك القبيح في مبادرة كان من الممكن أن تكون نبيلة! الآن، لم يعد نهر «التورمس» كما كان في السابق، فمياهه أصبحت ملوثة بفعل المصانع التي أقيمت على ضفتيه، ولم تعد مدينة «سلمنكا» تلك المدينة الشاعرية، فالمباني العصرية تحاصرها من كل جانب، ولم يعد أهل «سلمنكا» أولئك الناس البسطاء الحالمين، فَهُم الآن أناس عصريون لا يقلون تحضّرا عن أهل «مدريد»! الآن، أخلاق المدينة العصرية تغزو وجه الأرض، وأخلاق القرية البسيطة تبخرت مع الريح!
بعد وصولي إلى الضفة الأخرى من النهر، توجهتُ إلى منزل صديقي «خالد»، أردت وداعه قبل رحيله إلى الكويت في عطلة رأس السنة. لم يكن قد تبقّى على موعد الحافلة التي ستقلّه إلى مدريد سوى نصف ساعة، فأسرعت إلى بيته ولم أكن أعلم أن مفاجأة هناك في انتظاري! أخبرني خالد عن وجود إضراب في محطة الحافلات، فاقترحت عليه أن يركب القطار، لكنه أجابني ممتعضا «القطار الأخير رحل قبل ساعة، وموعد إقلاع الطائرة قبل شروق الشمس، وهذا يعني أنّ عليّ الوصول إلى مدريد هذه الليلة، ولكن الله لم يرزقني بأصدقاء «أوادم» يملكون سيارة، فأقصى ما لديهم مجرّد درّاجة هوائية»!
أعترف بأني لم أحزن لما حلّ بصديقي خالد، فما زالت تلك السعادة المبهمة تحيط بي من كل جانب، كما أني كنت متفائلاً جداً بقدرتي على مساعدته. اقترحت من جديد أن يستقلّ سيارة أجرة، لكنه رفض اقتراحي لسبب وجيه، فثمن سيارة الأجرة إلى مدريد يعادل شراء تذكرة أخرى إلى الكويت! قلت له بنبرة صارمة «ستذهب إلى الكويت مهما كلّف الأمر، لا تقلق، سوف أتدبّر الأمر!» ثم خرجت من عنده ولم أكن أعرف على وجه التحديد كيف سيكون باستطاعتي مساعدته، لكني مع ذلك كنت متفائلاً جداً، وأكثر من ذلك...كنت سعيداً ! السعادة قوة حيوية تدفعك دائماً إلى الأمام!
انعطفت يمينا باتجاه شارع «سيرانوس» حيث أسكن. كنت قد استأجرت غرفتين في بناية تقع في نهاية الشارع، وهي بناية مهترئة ومائلة إلى الإمام بشكل ملحوظ، أشبه بوقفة لاعب «جمباز» بعد ارتطامه بالأرض. تلك البناية القديمة كانت سبباً لاتهام بعضهم لي بالبخل! ربما كانوا على حق، لكني لست بخيلاً بالضرورة في أمور تتعلق بالمال، ولست أدري لماذا ترتبط صفة البخل بالمال على الدوام! قبل أن أصل إلى السلم الحلزوني للبناية، سمعت صوتا نسائياً يقول «لو سمحت؟». أظنها في عقدها الخامس، وإلى جانبها وقف صبي لم يتجاوز العاشرة على الأرجح. سألتني المرأة بلكنة «مدريلينيا» (نسبة إلى أهل مدريد) «لسنا من أهل المدينة، ولا نعرف كيف الوصول إلى سيارتنا، وكل ما نعرفه أنها مركونة في حي يدعى «الحي الصيني»، فهل تستطيع أن ترشدنا إلى مكان هذا الحي؟» لم يكن الحي الصيني يبعد عن منزلي سوى بضع دقائق، فقمت باصطحابها مع طفلها إلى هناك.
لا تميل الشخصية الإسبانية إلى الصمت، فهي شخصية مبادرة دائماً إلى الحديث «من أين...؟» أجبتها بأني طالب من الكويت، فالتفتت إلى ابنها وهتفت بنبرة مرحة «هل تعرف أين تقع الكويت يا كارلوس؟». اعتاد الأطفال الثرثرة من دون أن نعيرهم أي نوع من الانتباه، لكنهم ما إنْ يقفوا على عتبة المراهقة حتى تراهم وقد كفّوا عن الرغبة في الحديث إلينا، وكأنهم بذلك ينتقمون لأنفسهم منّا ومن غرورنا نحن معشر الكبار! ردّت السيدة على صمت كارلوس بابتسامة جميلة تخلو من العتب، ثم التفتت إليّ قائلة «آمل ألا نتأخر كثيراً في العودة إلى البيت»، وعندما سألتها عن وجهتهما، أخبرتني أنهما في طريقهما إلى مدريد! لم أصدّق أذنيّ... مدريد؟ قلّبت الفكرة في رأسي على عجل، وخشيت أن ينقلب ما قمت به من عمل تطوّعي إلى صفقة مقايضة! لكن... خالد لم يصل بعد إلى سن العشرين، فهو في مقام ابنها، ولا ينبغي لها أن تخشى اصطحابه معها إلى مدريد، ثم إن خالداً في أمس الحاجة إلى اللحاق بطائرة الصباح! تذكرت الجسر والنهر، والشمس والقمر، تذكرت جموع البشر تدخل إلى قلبي وتجد لها مكاناً فيه! أيعقل أن يتسلل إلى قلب هذه السيدة الشك في طلبي؟ يا إلهي، ليتها تعلم مقدار الودّ الذي أحمله لها، ولهذا الصبي الذي يسير أمامنا غير مكترث بنا، ولتلك المرأة العجوز التي تطل الآن من الشرفة، ولذلك الشاب الذي يقود سيارته بسرعة جنونية! قد نكون عصريين إلى أبعد مدى، لكن... أيعني ذلك أن نجعل الشك في بعضنا بعضا يسحق ما تبقّى فينا من طهارة؟!
شرعت أشرح لها ما حدث لصديقي خالد، كنت أتحدث إليها بنبرة توشك أن تكون رجاء! ثم ختمت كلماتي بعدما تملّكني الخجل قائلا: «فهل تكرمت يا سيدتي بالسماح له أن يذهب معكما؟!». أجابت بهدوء: «وأين هو صديقك الآن؟». قالت ذلك بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة مشرقة، ولولا الحياء لقمت بتقبيل جبينها في تلك اللحظة! فَتَحَت باب السيارة، ثم استدارت لتقول لي بنبرة مرحة: «عجّل بإحضار صديقك، سوف ننتظركما هنا». أجبتها بأن بيت صديقي غير بعيد من هنا، ووعدتها بأني لن أتأخر في إحضاره. قلت هذه الجملة الأخيرة في نفس الوقت الذي كنت أشاهد فيه قِطاً ينقضّ على شيء ما هناك وراء القمامة! اندفعت أسابق الريح إلى بيت خالد، لكن، وآخ من لكن هذه، لكنّ إحساسا مُتشككا دفعني إلى أن أنظر ورائي! شاهدتها تهرب مسرعة بسيارتها، مخلفة وراءها دخاناً أسودَ! لم أصدّق عينيْ، أو إذا أردنا الدقة، لم تكن لدي الرغبة في أن أصدّق، فأكملت طريقي لإحضار صديقي خالد على وجه السرعة! كانت ثقيلة بلا شك تلك الحقيبة، وعلى الرغم من ذلك لم أشعر بثقلها بينما كنت أركض على طول الشارع. بدا لي ثقل الحقيبة أشبه بألم الضربات الموجعة الذي لا يبدأ إلا عند انتهاء العراك! كان خالد يصيح ورائي بأعلى صوته «توقف، إلى أين تقودني يا أحمق؟!». كان المسكين يجري ورائي حائراً، فأنا إلى تلك اللحظة لم أتحدث إليه بكلمة واحدة، وكل ما فعلت هو أني خطفت الحقيبة منه ورحت أركض بها كالمجنون! توقفت عن الجري ولم تزل دقات قلبي في قصورها الذاتي، ثم التفت ببرود مخيف إلى حيث مكان السيارة التي لم تعد موجودة! وضعت الحقيبة بهدوء على رصيف الشارع، ثم سرت بخطوات منهكة إلى حيث النهر من جديد، بينما وقف خالد يتابع خطواتي المبتعدة بذهول يثير الشفقة!
مضى أكثر من عشرين عاما على تلك الحادثة، لكن مشهد تلك السيارة الهاربة لا يزال محفوراً في ذاكرتي! في تلك الليلة، غَفَرتُ لتلك السيدة خوفها وهروبها، ولكني لا أستطيع، رغم مرور كل هذه السنين، أن أغفر لنفسي تلك الاستدارة الخبيثة إلى الوارء، لن أستطيع مهما حاولت أن أغفر لنفسي هذا الشك القبيح في مبادرة كان من الممكن أن تكون نبيلة! الآن، لم يعد نهر «التورمس» كما كان في السابق، فمياهه أصبحت ملوثة بفعل المصانع التي أقيمت على ضفتيه، ولم تعد مدينة «سلمنكا» تلك المدينة الشاعرية، فالمباني العصرية تحاصرها من كل جانب، ولم يعد أهل «سلمنكا» أولئك الناس البسطاء الحالمين، فَهُم الآن أناس عصريون لا يقلون تحضّرا عن أهل «مدريد»! الآن، أخلاق المدينة العصرية تغزو وجه الأرض، وأخلاق القرية البسيطة تبخرت مع الريح!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق