التوبة التي أعني هي توبة مدنية وليست دينية، هي توبة أمام القانون وأمام الناس وأمام الضمير· هي توبة، إن صدقت، من شأنها أن تعيد للقلب صفاءه، وللعقل مكانته، وللروح طهارتها· التوبة التي أعني موجهة لكل بيت كويتي، فلا يكاد يخلو بيت من شخص معني بهذه التوبة·
إلى كل من اعتلى المنبر يوما داعيا أبناء هذا البلد إلى العنف وسفك الدماء··
إلى كل من صدق هذه الدعوة الدموية وحمل السلاح··
إلى كل من اكتفى بالمؤازرة المعنوية وترديد أدعية الكره والحقد والدمار··
إلى كل من غمر قلبه الفرح لمصائب الآخرين وأحزانهم··
إلى كل من ردد "الله أكبر" لرؤية نفس بشرية تنحر بكل وحشية على طريقة خروف العيد··
إلى كل من يحمل ذرة تعاطف مع القتلة ومصاصي الدماء··
إلى كل من يردد "هم ونحن"، بدلا من "نحن جميعا بشر"··
إلى كل هؤلاء أقول: توبوا·· فباب التوبة لا يزال مفتوحا·
ملاحظة: بعض الكتاب ممن ينددون هذه الأيام بظاهرة الإرهاب المحلي نسوا بل تناسوا ما سطرت أقلامهم من دعوات مخزية للقتل العلني وسفك الدماء· أدعو هؤلاء إلى إعادة قراءة ما كتبوا من قبل، فمن يدري؟ لعلهم يتداركون باب التوبة الذي لا يزال مفتوحا· لكن·· التوبة العلنية تحتاج إلى شجاعة، ومن اعتاد دعوة الناس إلى الجهاد مستثنيا من هذه الدعوة نفسه وأهل بيته لا يمكن أن يتحلى بفضيلة الشجاعة، بل هو جبان ووقح أيضا!!
ملاحظة أخرى: ما بال هذا الشعب الطيب؟ هل تبلد الإحساس لديه؟ إن الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها "أسماء" من شأنها أن تهز دولا بأكملها، فما بالكم لو أضفنا إلى تلك الجريمة ما تلتها من أحداث إرهابية دامية؟ البيانات الاستنكارية والمهرجانات الخطابية، مهما كانت ناجحة، لا ترقى إلى مسيرة شعبية عارمة تعبر عن سخط الشعب على هذه النوعية من الجرائم· أسمعوا صوتكم للعالم كي يعلم الجميع أن هذا الشعب حي لا يموت·
الاثنين، 6 يوليو 2009
لا تزال هناك فرصة للتوبة..!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق