"··· و ضرب عنقه"!! هكذا تنتهي أغلب قصص العنف في الثقافة العربية، وهي قصص كثيرة لا حصر لها· فكرة قطع الرؤوس متجذرة في العقل العربي، و بالإمكان تلمس أثرها حتى من خلال أبسط أحاديثنا اليومية، و لعل تعابير مثل "على قص رقبتي" و "رقبتي سدادة"، إلخ، تصلح أن تكون مثالا على ذلك· "··· و ضرب عنقه"!! هكذا ختم أستاذ اللغة العربية من تلك القصة المشهورة بين عمرو بن هند و عمرو بن كلثوم! بدا أستاذنا الفاضل مسرورا من انجذابنا لتلك القصة، فراح ينشد المعلقة بحماس لا مثيل له، حتى ختمها بهذا البيت:
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما تخر له الجبابر ساجدينا
و ظن كل واحد منا، نحن أطفال الأمس، أنه ذلك الرضيع الذي تخر له الجبابر ساجدينا! ما ضر أستاذنا الفاضل لو أنه سرد علينا القصة بروح عصرية؟ ما ضره - مثلا- لو أنه علق على هذه القصة الدموية قائلا: "لا شك في أن الشاعر مخطىء في قتل خصمه، فلو أنه طالب بالاعتذار أو المعاملة بالمثل، لكان في ذلك حقن لنفس بشرية"؟!
"··· و ضرب عنقه" تدل على مدى العنف المتأصل في نفوسنا، إنها نتيجة نفي الآخر و سحقه، نراها حاضرة بقوة في قصص التراث العربي قديمه و حديثه، نسمعها مرارا و تكرارا من دون أن تثير فينا أقل احتجاج، أو أدنى شفقة!
"··· و ضرب عنقه" تحولت إلى عملية روتينية في زمن متوحش! من غير المعقول أن نسمح بعلنية عمليات الإعدام في قصر نايف - مثلا- ثم نتوقع بعد ذلك أن يتأثر الناس بمشاهد قطع الرؤوس في الفضائيات!
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما تخر له الجبابر ساجدينا
و ظن كل واحد منا، نحن أطفال الأمس، أنه ذلك الرضيع الذي تخر له الجبابر ساجدينا! ما ضر أستاذنا الفاضل لو أنه سرد علينا القصة بروح عصرية؟ ما ضره - مثلا- لو أنه علق على هذه القصة الدموية قائلا: "لا شك في أن الشاعر مخطىء في قتل خصمه، فلو أنه طالب بالاعتذار أو المعاملة بالمثل، لكان في ذلك حقن لنفس بشرية"؟!
"··· و ضرب عنقه" تدل على مدى العنف المتأصل في نفوسنا، إنها نتيجة نفي الآخر و سحقه، نراها حاضرة بقوة في قصص التراث العربي قديمه و حديثه، نسمعها مرارا و تكرارا من دون أن تثير فينا أقل احتجاج، أو أدنى شفقة!
"··· و ضرب عنقه" تحولت إلى عملية روتينية في زمن متوحش! من غير المعقول أن نسمح بعلنية عمليات الإعدام في قصر نايف - مثلا- ثم نتوقع بعد ذلك أن يتأثر الناس بمشاهد قطع الرؤوس في الفضائيات!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق