أعني بالسمعة كل ما يعتقده الآخرون عنك، أو الصورة التي تقدمها لبقية أفراد المجتمع عنك، أما الشخصية فهي صورتك الحقيقية، أي تلك الجوانب الخفية في ذاتك و المجهولة لدى الآخرين· على ضوء هذين المفهومين، أجد لزاما علي تعريف المجتمع المحافظ على هذا النحو: المجتمع المحافظ هو ذلك المجتمع الذي تكون الغلبة فيه للسمعة على حساب الشخصية، إنه المجتمع الذي تطغى فيه الصورة الناقصة و المشوهة للفرد على الصورة الكاملة و الحقيقية!
المجتمع المحافظ يفرض على الفرد سلوكا يتناغم مع السلوك العام لبقية أفراد المجتمع، من دون مراعاة للفرد من حيث هو كيان مستقل بذاته، و هنا مكمن الخطورة، ذلك أن الفرد في ظل هذا القمع الاجتماعي معرض لرذيلتين لهما انتشار واسع في المجتمعات المحافظة: الازدواجية و الخنوع!
ازدواجية الشخصية لدى الفرد في المجتمع المحافظ تنتج من محاولة التوفيق بين متطلبات السمعة و متطلبات الشخصية، و في حالة فشل عملية التوفيق هذه، فإن الفرد عادة ما يقع فريسة للخنوع أو الاستسلام لبعض قيم المجتمع المحافظ·
قد يكون المجتمع المحافظ أكثر المجتمعات طهارة و نقاوة، لكنه مع ذلك منافق مسرف في نفاقه، و قد يكون المجتمع المحافظ أكثر المجتمعات رهبة و سطوة، لكنه مع ذلك مزيف مسرف في زيفه! ما قيمة أن يكون مجتمع ما محافظا إذا كانت ضريبة هذه "المحافظة" الوقوع في نقائص مثل الخوف و الانكسار و··· الجبن!!
الاثنين، 6 يوليو 2009
بين السمعة والشخصية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق