"قد يكون الخوف الذي يعتريكم الآن وأنتم تصدرون حكمكم ضدي، يا قضاتي، أكبر بكثير من الخوف الذي يعتريني عند سماع هذا الحكم"·
تلك كانت كلمات "جيوردانو برونو"، أو "شهيد العلم" كما تسميه الأوساط العلمية، الذي أصدرت الكنيسة بحقه حكما بالإعدام حرقا في السابع عشر من فبراير من عام 1600· طالبه القضاة أن يتراجع عن تأييده لآراء "كوبرنيكوس" وأن يجحد آراءه الخاصة حول الكون اللامتناهي، لكنه رفض بإباء أن يهان العلم على أيدي حفنة من الجهلة والمتغطرسين!
ذكرتني محاكمة "برونو" بتصريح العالم الكويتي الجليل "صالح العجيري" للزميلة الوطن حول صحة رؤية هلال شوال عندما قال: "لقد أفطرت السبت طاعة لأولي الأمر·· فنحن يجب أن نطيع أولي الأمر منعا للخلافات والفتن"! العلم لا يعترف بكلمات مثل "أولي الأمر" و"الخلافات والفتن"، فهي مفردات دينية صرفة ناء بكتب التاريخ الإسلامي حملها! كلمات "العجيري" هذه سيسجلها التاريخ كمثال على رضوخ العلم أمام سطوة الدين، ورضوخ العلم كان ولم يزل أمرا روتينيا في عالمنا الإسلامي، فكيف لا يرضح من لا أنصار له؟!
علاقة الدين بالعلم في تراثنا الإسلامي علاقة مشروطة بصحة الدين في نهاية المطاف، وصحة الدين في حاضرنا الإسلامي تتطفل على العلم لإثباتها! العلم يوضع فوق الرؤوس متي جاء موافقا للدين، لكن مكانه تحت الأقدام إذا تعارض مع أدق تفاصيل الدين! لا عجب ولا غرابة، ففي أيامنا هذه باستطاعة المرء أن يعثر على إنسان مسلم متخصص في علم الفيزياء يتحدث بكل طلاقة عن أعقد النظريات الفيزيائية، String Theory مثلا، ثم تراه يؤمن في الوقت نفسه بوجود صخرة معلقة في الهواء تحت قبة المسجد الأقصى!
يحيا الدين··· ويسقط العلم، في ثنايا هذا الشعار إنما تكمن العلة!
الاثنين، 6 يوليو 2009
يحيا الدين.. يسقط العلم!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق