لا بد أنك تتذكر أول مرة استمعت فيها لشريط من تلك الأشرطة المثقوبة من أسفل، تلك التي "لا تباع و لا تشترى"، و لا بد أنك تتذكر أيضا أن دموعك انهمرت عند سماعك لخطيب بكاؤه أكثر من حديثه! لا بأس، فالبكاء دليل على إنسانيتك!
لم يمض يوم واحد فقط على تلك الحادثة حتى انقلبت حياتك رأسا على عقب، فإذ بك تطلق اللحية، و إذ بك تتجهم بوجه من لا يصلي، و إذ بأصدقاء الأمس يستحيلون بين عشية و ضحاها إلى أصدقاء سوء! لا بأس، فمازلت حديث عهد بالتدين!
تمضي الأيام و لا تزداد إلا انغلاقا على نفسك و التصاقا بأشرطتك! يتفاقم عندك الإحساس بأنك غريب عمن حولك، فتبحث جاهدا عمن يشاطرك الشعور نفسه، عمن يؤكد لك أن "طوبى للغرباء" معناها طوبى لك أنت و من هم على شاكلتك!
الآن أنت أكثر سعادة من ذي قبل، فلم تعد وحيدا في غربتك! انظر حولك، إنك بصحبة أشخاص لا يشاطرونك الغربة فحسب، بل و غياب العقل أيضا! تقضي معهم معظم أوقاتك، و تشعر في حضرتهم بأنك بين أفراد عائلتك، بل أعز من ذلك بكثير!
آن أوان التنفيذ، فتلك الخطب الرنانة طوال سنين عديدة لن تذهب عبثا! تعقدون العزم أنت وصحبك على الرحيل إلى هناك···إلى حيث الجنون، و ترحلون!
جسدك النحيل يفترش إحدى شوارع "الفلوجة" المظلمة، و أجساد أصحابك ملقاة بالقرب منك! لم تكن تلك مصادفة، فقد جمعكم هناك ذلك الشريط المثقوب من أسفل، ذلك الذي لا يباع و لا يشترى!!
ملاحظة: الإعلام السعودي مغرم بمصطلح "الفئة الضالة"، و الحق أن هذا المصطلح ينبغي أن يعدل ليصبح "الفئة المضللة"، لكن هذا التعديل قد يقود إلى سؤال مهم: من ضللهم؟ هل من مجيب؟!
الاثنين، 6 يوليو 2009
خدعتك خطبهم الرنانة!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق