"إن ما يعول عليه حقا ليس الأمة، بل الفردية الخلاقة الحساسة، بل الشخصية، بل كل ما يحقق الأمر النبيل الرفيع، بينما سائر القطيع لهم أحلام العصافير، و لا حساسة فيهم!" - آلبرت أينشتين·
الإنسان العربي اليوم بحاجة ماسة، أكثر من أي وقت مضى، إلى تبني نزعة فردية مكثفة في محاولة لإعادة التوازن بين قوى التجاذب بين الفرد و الجماعة· ما نراه اليوم، للأسف الشديد، هو عملية انصهار تام للفرد في كنف الجماعة، ولعلنا نجد في ذلك سببا من أسباب هذا التخلف المشين الذي نعيشه اليوم!
من المفيد جدا أن نؤمن بالفرد و طاقاته الهائلة، و من المفيد أيضا أن يكون الفرد سيد قراراته· ليس بوسع أحد أن يشعر بأنه مسؤول عن تصرفاته إلا عندما يحس بأنه حر في أفعاله· الإنسان العربي اليوم يعاني عقدة الخوف من اللاانتماء إلى فئة بعينها، إنه لا يجرؤ على الانسحاب من الجماعة التي اعتاد الانتماء إليها·
حان الوقت، يا أيها الإنسان العربي، كي تلقي جانبا هوية الجماعة التي تنتمي إليها، افعل ذلك و لو حتى من باب المراجعة و إعادة النظر في عضوية أخذت منك أكثر مما أعطتك! حان الوقت كي تخجل من ترك الآخرين ليفكروا عنك و يخططوا لك! حان الوقت كي تودع الطفولة و تصبح بالغا عاقلا!
عندما أجدك، يا أيها الإنسان العربي، تنتصر لأمة واحدة من دون أمم الأرض، أشفق عليك و لا أرى فيك سوى طفل لم يبلغ بعد! عندما أجدك تبحث عن فتوى هنا و فتوى هناك، أشفق عليك و لا أرى فيك سوى طفل لم يبلغ بعد! عندما أجدك تفرح لمصائب الآخرين و أحزانهم، أشفق عليك و لا أرى فيك سوى طفل لم يبلغ بعد!
إن تاريخك، أيها الإنسان العربي، هو تاريخ طفولتك، و إلى أن تبلغ سن الرشد، سأظل أشفق عليك و لا أرى فيك سوى طفل لم يبلغ بعد!!
الاثنين، 6 يوليو 2009
نحو نزعة فردية!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق