علاقة الـ "نحن" بالأنا مرادفة لعلاقة الكل بالجزء، كلاهما علاقة احتواء وتبعية، هذه الحقيقة تكتسب أهمية خاصة إذا ما نظرنا إليها من زاوية هذه الثنائية (الفرد - الجماعة)، ذلك أن من شأن هذه العلاقة أن تكون ذات طبيعة صحية إيجابية من جهة، أو طبيعة عقيمة سلبية من جهة أخرى·
الجماعة التي تقوم على أسس سليمة تشترط أولا أن يملك أفرادها خيار الانضمام إليها، كما أن فكرة قيامها تأتي تلبية لحاجة أفراد يشتركون في أهداف وأفكار معينة، هنا نجد أن الجماعة في خدمة الفرد، أو الكل في خدمة الجزء، أو الـ "نحن" في خدمة الأنا، في هذا النوع من الجماعة تكون "نحن" مرادفة لـ "أنا"، إذ إن إرادة الجماعة في هذه الحالة ليست إلا تحقيقا لإرادة الفرد، قيام حزب سياسي، أو نقابة عمال، أو منظمة لحقوق الإنسان، أو غيرها من التجمعات المدنية، كلها تعتبر نماذج تنتمي، فرضيا على الأقل، الى هذا النوع من الجماعة·
في المقابل، هناك صورة أخرى للجماعة التي لا تقوم على أسس سليمة، ذلك أن حرية الفرد حتى في الانضمام إليها تعتبر معدومة، نشوء الجماعة - هنا - يخضع الى فكرة قبلية (بسكون الباء) ولا يعبر عن أهداف حقيقية أو أفكار ذاتية لأي فرد من أفرادها·
سلبية العلاقة تتمثل في أن الفرد في خدمة الجماعة، "أنا" في خدمة "نحن"، عضوية انضمام الفرد ما هي إلا محض صدفة، فلا أحد يختار القبيلة التي ينتمي إليها، ولا الطائفة التي ترعرع في ظلها·
ينبغي لنا أن نتذكر أن "نحن" لا تكون إلا في وجود "أنا"، أما هذه الأخيرة فليست في حاجة الى "نحن" كي تظل·· "أنا"·
الاثنين، 6 يوليو 2009
الأنا في مقابل الـ "نحن"
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
الطليعة 2 يونيو 2004
إرسال تعليق