صورة الكويت التي في خاطري صورة واقعية، لا مثالية، فهي تشبه إلى حد كبير صورة «أثينا» في القرن الخامس قبل الميلاد، وتختلف كليا عن صورة المدينة الفاضلة كما رسمها «أفلاطون»، والحق أن مدينة «أفلاطون» لم تكن مدينة فاضلة على الإطلاق، فهي مدينة يجيز دستورها العبودية، ويبرر الظلم، ويحتقر المرأة!
إن صورة الكويت التي أتمنى رؤيتها هي صورة «أثينا» كما وصفها «بريكليس» في «خطبة التأبين» المشهورة، والتي ألقاها ضمن مراسم تشييع شهداء «أثينا» الذين ضحوا بأرواحهم فداء لمدينتهم. إليك -عزيزي القارئ- مقتطفات من تلك الخطبة العصماء، ترجمتها مع بعض التصرف دون الإخلال بما جاء فيها:
«إن نظامنا السياسي ليس محل تنافس مع أنظمة سياسية مجاورة، وبالرغم من أننا نأبى أن ننسخ ما عند جيراننا، فإننا نطمح أن نكون قدوة للجميع! إن نظامنا السياسي يفضل الأغلبية على الأقلية، ولهذا السبب يسمى ديمقراطية، لكن قوانيننا تقف على مسافة واحدة من الجميع، مع الاعتراف بأنها قوانين لا تخلو من عيوب أو نواقص. عندما يمتاز أحدنا عن أقرانه بموهبة أو مهارة محمودة، ندفع به كي يتقدم الصفوف ويخدم الدولة، تكليفاً لا تشريفاً، وإن كان فقيراً معدماً، فلن يقف الفقر حائلاً دون تصدره الصفوف الأولى في القيادة! إن الحرية التي تميز نظامنا السياسي تمتد لتشمل حياة كل مواطن، فنحن لا نشكك في بعضنا بعضا، كما أننا لا نتذمر إنْ اختار أحدنا طريقه الخاص في الحياة، لكن هذه الحرية لا تجعل منّا أناساً خارجين على القانون، فنحن تعلمنا احترام القضاء وأحكامه، ونصرة المظلوم والوقوف إلى جانبه، كما أننا تربينا على مراعاة تلك القوانين غير المكتوبة والتي تستمد شرعيتها من إحساس عميق بما هو حق!».
«مدينتنا مفتوحة أمام العالم بأجمعه، فنحن لا نطرد غريباً أبداً! نحن أحرار في أن نعيش كما نريد، كما أننا على أهبة الاستعداد دائماً في مواجهة أي خطر. نعشق الجمال من دون أن ننغمس في البذخ واللذات، ونشحذ عقولنا من دون أن ينال ذلك من إرادتنا. لا ننظر إلى الفقير بعين الاحتقار، لكننا نعتبر القبول بالفقر أمراً مخزياً! إن المواطن الصالح لا يهمل الشأن العام حين ينصرف إلى شؤونه الخاصة، فأولئك المشغولون بشؤونهم الخاصة ليسوا عديمي الأذى، بل عديمي الفائدة، وبالرغم من أن القلة القليلة فقط هي القادرة على رسم سياسات الدولة، فإننا جميعاً قادرون على تقييم هذه السياسات ونقدها! إننا لا نرى في الجدل السياسي عقبة على طريق تطوير نظامنا الديمقراطي، بل نرى فيه خطوة أولية لا غنى عنها لاتخاذ قرارات حكيمة! نحن نؤمن بأن السعادة ثمرة الحرية، والحرية ثمرة البسالة، لهذا فإننا لا نتخاذل عندما تدق الحرب طبولها، فمن أجل هذا كله إنما استشهد أبطالنا في ساحة المعركة، ومن أجلهم إنما نقف اليوم إجلالاً لمقامهم، وننحني إكباراً لتضحياتهم!».
إن صورة الكويت التي أتمنى رؤيتها هي صورة «أثينا» كما وصفها «بريكليس» في «خطبة التأبين» المشهورة، والتي ألقاها ضمن مراسم تشييع شهداء «أثينا» الذين ضحوا بأرواحهم فداء لمدينتهم. إليك -عزيزي القارئ- مقتطفات من تلك الخطبة العصماء، ترجمتها مع بعض التصرف دون الإخلال بما جاء فيها:
«إن نظامنا السياسي ليس محل تنافس مع أنظمة سياسية مجاورة، وبالرغم من أننا نأبى أن ننسخ ما عند جيراننا، فإننا نطمح أن نكون قدوة للجميع! إن نظامنا السياسي يفضل الأغلبية على الأقلية، ولهذا السبب يسمى ديمقراطية، لكن قوانيننا تقف على مسافة واحدة من الجميع، مع الاعتراف بأنها قوانين لا تخلو من عيوب أو نواقص. عندما يمتاز أحدنا عن أقرانه بموهبة أو مهارة محمودة، ندفع به كي يتقدم الصفوف ويخدم الدولة، تكليفاً لا تشريفاً، وإن كان فقيراً معدماً، فلن يقف الفقر حائلاً دون تصدره الصفوف الأولى في القيادة! إن الحرية التي تميز نظامنا السياسي تمتد لتشمل حياة كل مواطن، فنحن لا نشكك في بعضنا بعضا، كما أننا لا نتذمر إنْ اختار أحدنا طريقه الخاص في الحياة، لكن هذه الحرية لا تجعل منّا أناساً خارجين على القانون، فنحن تعلمنا احترام القضاء وأحكامه، ونصرة المظلوم والوقوف إلى جانبه، كما أننا تربينا على مراعاة تلك القوانين غير المكتوبة والتي تستمد شرعيتها من إحساس عميق بما هو حق!».
«مدينتنا مفتوحة أمام العالم بأجمعه، فنحن لا نطرد غريباً أبداً! نحن أحرار في أن نعيش كما نريد، كما أننا على أهبة الاستعداد دائماً في مواجهة أي خطر. نعشق الجمال من دون أن ننغمس في البذخ واللذات، ونشحذ عقولنا من دون أن ينال ذلك من إرادتنا. لا ننظر إلى الفقير بعين الاحتقار، لكننا نعتبر القبول بالفقر أمراً مخزياً! إن المواطن الصالح لا يهمل الشأن العام حين ينصرف إلى شؤونه الخاصة، فأولئك المشغولون بشؤونهم الخاصة ليسوا عديمي الأذى، بل عديمي الفائدة، وبالرغم من أن القلة القليلة فقط هي القادرة على رسم سياسات الدولة، فإننا جميعاً قادرون على تقييم هذه السياسات ونقدها! إننا لا نرى في الجدل السياسي عقبة على طريق تطوير نظامنا الديمقراطي، بل نرى فيه خطوة أولية لا غنى عنها لاتخاذ قرارات حكيمة! نحن نؤمن بأن السعادة ثمرة الحرية، والحرية ثمرة البسالة، لهذا فإننا لا نتخاذل عندما تدق الحرب طبولها، فمن أجل هذا كله إنما استشهد أبطالنا في ساحة المعركة، ومن أجلهم إنما نقف اليوم إجلالاً لمقامهم، وننحني إكباراً لتضحياتهم!».