المعرفة مسؤولية، والمثقف يتحلّى- على الأقل- بالقدر الأدنى من المعرفة، لذا فإن المثقف إنسان مسؤول. إذا مارس المثقف دوره في المجتمع بطريقة غير مسؤولة، فإن هذا يدل على أحد أمرين: إمّا أن تكون معرفته ناقصة على غير دراية منه، وإما أن يكون قد تنازل عن مسؤوليته بوعي تام وضمير مرتاح! ما يلي نماذج لبعض مثقفي النخبة في الكويت، وللقارئ حرية تصنيف هذه النماذج إلى صنفين: صنف الجهلة غير الواعين بجهلهم، وصنف العارفين ممن باعوا ضمائرهم للشيطان!
هناك من يحمل لقب “مفكّر كويتي”، بالرغم من أن آراءه الفكرية متناقضة، ومواقفه السياسية متخبطة، لكن هذا كله لا يهم، فالألقاب- كما نعلم- مجانية، بمعنى أنها لا تجبر حامليها على أن يكونوا أهلاً لها! وقف هذا “المفكر الكويتي” يخطب بأهل البحرين، فجاء خطابه طائفياً بامتياز، وملكياً بجدارة، ثم إنه لم يقف عند هذا الحد، بل جعل يؤلّب السلطة السياسية على “الصفويين”، أو “القرامطة الجدد” حسب تعبيره!
هناك أيضاً من حصل على جائزة “أفضل كاتب عربي”، بالرغم من أن أسلوبه في الكتابة أقرب إلى أسلوب العجائز، وأفكاره في مجملها مستوحاة من أحاديث الدواوين، لكن هذا كله لا يهم، فالجوائز من هذا النوع فخرية، بمعنى أن الغرض من منحها لا يختلف عن الغرض من منح شهادات الدكتوراه الفخرية! كتب “أفضل كاتب عربي” مقالاً يدافع فيه عن نائب دخل البرلمان في غفلة من الزمن، نائب أثبت أن التهريج بضاعة مربحة سياسياً، وأن الانحطاط في التفكير والأسلوب والسلوك وسيلة ناجحة لتسلق السلّم الاجتماعي!
هناك أيضا من يحمل شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة أجنبية، وبعد أن أقدم نفر من الجبناء على ضربه بشكل سافر، خرج الآلاف من الناخبين ليعيدوا الاعتبار إلى كرامته الإنسانية من خلال صناديق الاقتراع، ثم ما لبث بعد أن صار نائباً أن جعل العاطفة الدينية في مقام أرقى من الكرامة الإنسانية، مطالباً بإنزال عقوبة الإعدام بحق نفس بشرية، معرباً في الوقت نفسه عن اعتذاره “لخلو قانون الجزاء الكويتي من عقوبة مغلّطة” كعقوبة الإعدام “لمن يتعرض لذات الرسول”!
هناك أيضا من يحمل لقب “داعية إسلامي”، صاحب البرامج التلفزيونية التي طالما امتازت بالتهريج والإثارة، وصاحب المحاضرات الأخلاقية المتطفلة على المجمعات التجارية من جهة، والعابرة للقارات من جهة أخرى! إن فرصة العثور على هذا “الداعية الإسلامي” في المجمعات التجارية، أو على شاشات التلفزيون، أو حتى في “تويتر”، أكبر بكثير من فرصة العثور عليه في قاعات الدرس أو حتى في قسم الدراسات الإسلامية! لكن هذا كلّه لا يهم، فالدعوة إلى الله تستوجب تكبد كل أنواع المشقات، ومن ضمنها مشقتا الشهرة والمال! تخصص هذا “الداعية الإسلامي” في الخطاب العاطفي المفتقر إلى أدنى درجات العقلانية، وكأن بينه وبين العقل ثأراً شخصياً، فجعل يجلب أشباه العلماء ضيوفاً على مائدة برامجه التلفزيونية، لتبدأ بعد ذلك سلسلة من الأكاذيب الرخيصة باسم العلم الحديث!
هناك أيضا من يحمل لقب “محلل اقتصادي”، بالرغم من أن معظم تحليلاته الاقتصادية مجرد سرقات أدبية صريحة من تقارير “البنك الدولي” و”صندوق النقد الدولي”، لكن بوسعنا أن نستثني من تهمة السرقة جهده الواضح في ترجمة تلك التقارير إلى اللغة العربية، وهو جهد شخصي يستحق الشكر في حالة واحدة فقط: عندما يذكر المصادر التي استقى منها “تحليلاته الاقتصادية”، وقلما يفعل! لا يمل هذا “المحلل الاقتصادي” من ترديد اسطوانة أن رواتب العاملين في القطاع الحكومي أنهكت الباب الأول من الميزانية العامة للدولة، من دون أن يكلف نفسه مشقة الوقوف عند التفاصيل، فالشيطان يكمن في التفاصيل كما يقولون!
إذا كانت هذه هي النخبة المثقفة، وإذا كان لكل منهم مرديون، فكيف لا تحظى الخطابات الطائفية والعنصرية واللاإنسانية والرجعية والنيوليبرالية برواج كبير في مجتمعنا الصغير؟!
هناك من يحمل لقب “مفكّر كويتي”، بالرغم من أن آراءه الفكرية متناقضة، ومواقفه السياسية متخبطة، لكن هذا كله لا يهم، فالألقاب- كما نعلم- مجانية، بمعنى أنها لا تجبر حامليها على أن يكونوا أهلاً لها! وقف هذا “المفكر الكويتي” يخطب بأهل البحرين، فجاء خطابه طائفياً بامتياز، وملكياً بجدارة، ثم إنه لم يقف عند هذا الحد، بل جعل يؤلّب السلطة السياسية على “الصفويين”، أو “القرامطة الجدد” حسب تعبيره!
هناك أيضاً من حصل على جائزة “أفضل كاتب عربي”، بالرغم من أن أسلوبه في الكتابة أقرب إلى أسلوب العجائز، وأفكاره في مجملها مستوحاة من أحاديث الدواوين، لكن هذا كله لا يهم، فالجوائز من هذا النوع فخرية، بمعنى أن الغرض من منحها لا يختلف عن الغرض من منح شهادات الدكتوراه الفخرية! كتب “أفضل كاتب عربي” مقالاً يدافع فيه عن نائب دخل البرلمان في غفلة من الزمن، نائب أثبت أن التهريج بضاعة مربحة سياسياً، وأن الانحطاط في التفكير والأسلوب والسلوك وسيلة ناجحة لتسلق السلّم الاجتماعي!
هناك أيضا من يحمل شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة أجنبية، وبعد أن أقدم نفر من الجبناء على ضربه بشكل سافر، خرج الآلاف من الناخبين ليعيدوا الاعتبار إلى كرامته الإنسانية من خلال صناديق الاقتراع، ثم ما لبث بعد أن صار نائباً أن جعل العاطفة الدينية في مقام أرقى من الكرامة الإنسانية، مطالباً بإنزال عقوبة الإعدام بحق نفس بشرية، معرباً في الوقت نفسه عن اعتذاره “لخلو قانون الجزاء الكويتي من عقوبة مغلّطة” كعقوبة الإعدام “لمن يتعرض لذات الرسول”!
هناك أيضا من يحمل لقب “داعية إسلامي”، صاحب البرامج التلفزيونية التي طالما امتازت بالتهريج والإثارة، وصاحب المحاضرات الأخلاقية المتطفلة على المجمعات التجارية من جهة، والعابرة للقارات من جهة أخرى! إن فرصة العثور على هذا “الداعية الإسلامي” في المجمعات التجارية، أو على شاشات التلفزيون، أو حتى في “تويتر”، أكبر بكثير من فرصة العثور عليه في قاعات الدرس أو حتى في قسم الدراسات الإسلامية! لكن هذا كلّه لا يهم، فالدعوة إلى الله تستوجب تكبد كل أنواع المشقات، ومن ضمنها مشقتا الشهرة والمال! تخصص هذا “الداعية الإسلامي” في الخطاب العاطفي المفتقر إلى أدنى درجات العقلانية، وكأن بينه وبين العقل ثأراً شخصياً، فجعل يجلب أشباه العلماء ضيوفاً على مائدة برامجه التلفزيونية، لتبدأ بعد ذلك سلسلة من الأكاذيب الرخيصة باسم العلم الحديث!
هناك أيضا من يحمل لقب “محلل اقتصادي”، بالرغم من أن معظم تحليلاته الاقتصادية مجرد سرقات أدبية صريحة من تقارير “البنك الدولي” و”صندوق النقد الدولي”، لكن بوسعنا أن نستثني من تهمة السرقة جهده الواضح في ترجمة تلك التقارير إلى اللغة العربية، وهو جهد شخصي يستحق الشكر في حالة واحدة فقط: عندما يذكر المصادر التي استقى منها “تحليلاته الاقتصادية”، وقلما يفعل! لا يمل هذا “المحلل الاقتصادي” من ترديد اسطوانة أن رواتب العاملين في القطاع الحكومي أنهكت الباب الأول من الميزانية العامة للدولة، من دون أن يكلف نفسه مشقة الوقوف عند التفاصيل، فالشيطان يكمن في التفاصيل كما يقولون!
إذا كانت هذه هي النخبة المثقفة، وإذا كان لكل منهم مرديون، فكيف لا تحظى الخطابات الطائفية والعنصرية واللاإنسانية والرجعية والنيوليبرالية برواج كبير في مجتمعنا الصغير؟!
هناك تعليقان (2):
كم قلت : “امراض البلاد” وأنت من أمراضها
والشؤم علتها : فهل فتشت عن أعراضها
يامن حملت الفأس تهدمها على أنقاضها
أقعد فما أنت الذي يسعى إلى إنهاضها
لا أعلم لما تذكرت هذه الأبيات لإبراهيم طوقان حينما تكلمت عن “الداعية الإسلامي”
أوافقك الرأي بشده في نقدك
للأسف أصبحت معظم خطب الدعاة إن لم تكن كلها تركز على القلب و دغدغة المشاعر قبل أن تركز على العقل
لدرجة أصبحت هذه الخطب لا تقبل النقاش أو الجدل و يجب أن يتخذها الناس مسلمات فلا يمكن الخوض فيها
أي انه لا مكان للعقل في هذة الخطب فقط استعمل قلبك !!
و أنا ضد هذا المبدأ تماما,,ً فبالعقل عرفنا الله !!
بوركت ولا فض فوك
إلى الأمام دائما
كم قلت : “امراض البلاد” وأنت من أمراضها
والشؤم علتها : فهل فتشت عن أعراضها
يامن حملت الفأس تهدمها على أنقاضها
أقعد فما أنت الذي يسعى إلى إنهاضها
لا أعلم لما تذكرت هذه الأبيات لإبراهيم طوقان حينما تكلمت عن “الداعية الإسلامي”
أوافقك الرأي بشده في نقدك
للأسف أصبحت معظم خطب الدعاة إن لم تكن كلها تركز على القلب و دغدغة المشاعر قبل أن تركز على العقل
لدرجة أصبحت هذه الخطب لا تقبل النقاش أو الجدل و يجب أن يتخذها الناس مسلمات فلا يمكن الخوض فيها
أي انه لا مكان للعقل في هذة الخطب فقط استعمل قلبك !!
و أنا ضد هذا المبدأ تماما,,ً فبالعقل عرفنا الله !!
بوركت ولا فض فوك
إلى الأمام دائما
إرسال تعليق